روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | كم أنا تعيسة.. بسببك يا أمي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > كم أنا تعيسة.. بسببك يا أمي


  كم أنا تعيسة.. بسببك يا أمي
     عدد مرات المشاهدة: 2500        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم.. أنا فتاة أبلغ من العمر اربعة وعشرين عاماأتمنى أن اجد حلا لمشكلتي لانني مازلت ابحث عن حل لها ولكنني عييت ان أجد هذا الحل

مشكلتي تتمثل في أني اصغر اخوتي وبيني وبن والدتي حوالي الخمسة والاربعين عاما امي تريدني ان اكون دائما كظلهاتحب ان تتحكم فيني لانها لا تستطيع السيطرة الا علي

اخواتي تزوجن في سن صغيرة وارتحن أما أنا فمازلت اعاني الامرين معها منذ ان عرفتها وهي تكره كل شيء لا تحب الخروج ولا تحب التسوق ولا تحب تاثيث المنزل لاتحب اي شيء ولو كان هذا الشيء خاصا بها كنت لم اهتم المشكلة

إنها تريدني مثلها منذ سن المراهقة وهي تحرمني من الخروج مع صديقاتي والترفيه عن نفسي بحجة خوفها علي كنت اطلب منها ان تخرج معي ككل الامهات وتراقبني لكنها دائما ترفض وتقول بشكل مستفز

أنا لن اذهب وانت لن تذهبي وحينما اطلب منها ان نخرج في نزهة اونسافر ترفض ان نغير اثاث المنزل ترفض أن اخرج برفقة اخواتي ترفض وان سمحت لي بعد جهد في اقناعها

لا تجعلني اتمتع بوقتي فكل المسموح لي به ساعة تحسبها مع المشوار سواء كان بعيدا ام قريباع العلم ان الاماكن البعيدة ايضا مرفوضة وحينما نذهب الى مكان بعيد لانخبرها وندعي اننا سنذهب الى مكان قريب

لقد تعبت منها ومن تعاملها معي لا أعلم لماذا تخيفني دائما من الناس وانني بمجرد خروجي معرضة للخطر لا أدري لماذا تفعل هكذا بسببها اصبحت شخصيتي انطوائية ليس لدي صديقات

وفي الثانوية زادت نفسيتي تعبا لدرجة أنني لم استطع اكمال الدراسة واصبحت ادرس في المنزل حتى الان في الجامعة ليس لدي صديقات مقربات المشكلة انها حتى لا تدافع عني حينما تحدث مشكلة مع اخوتي الذكور

حتى لوضربني احدهم حتى لوبكيت دما انا المخطئة دائما رغم انني فقط اطلب منهم شيئامن حقوقي كراتب والدي الذي لا نتمتع به كما نريد ويحسب من ضمن الاموال التي للورثة رغم انه لا حق لهم فيه او ان يقوموا بدورهم تجاهي انا وهي خصوصا بعد مرض الوالد

هم على حق دائما لا تحترمني ولا تحترم ان يكون لي استقلالية تحرجني حينما تطلب من زوجة اخي ان ترافقني الى مكان ما حتى وان كان نسائيا ومغلقا انا كاليتيمة تماما لو انها تحس فيني

لو تدري كم انا تعيسة مللت من الحيل التي الفها حتى تجعلني اخرج من سجنها مرة او مرتين كل شهر وامارس حياتي ان اذهب في نزهة او الى المكتبة او حتى الى المستشفى تخيل! حتى المستشفى يجب ان ازعج اخواتي ليتركن اولادهن ويرافقنني لانني جربت الصراحة معها ولم تفلح

لم اعد اشعر بانني احبها ربما اشفق عليها لكن احبها لا الغريب انها كانت حينما يتقدم لي احدهم في الثانوية حتى وان كان اكبر سناكانت توافق لكن والدي كان يرفض

أما الان وبعد مرض والدي منذ ان بلغت العشرين كلما تقدم احدهم رفضته دون نقاش لانها لا تريدني ان اتزوج وتجلس هي مع والدي المريض وحدها رغم ان عنده ممرضة خاصة لكن ربما لانني أنا المرافقة الدائمة له تعبت من هذه الحياة كلها حرمان والم ربما اجد عندكم حلا سحريا لهاوالسلام عليكم
أختي العزيزة:

من حقك أن تمارسي حقوقك الطبيعية في الحياة، هذا لا ينازعك فيه منصف، لكن من المهم أيضا أن تكون هذه الممارسة بحكمة لا تضيف جحيما آخر إلى حياتك ..

والبداية هي من التخلص من الشعور بالذنب لأنك تمارسين حقوقك الأساسية دون موافقة والدتك، هذا السلام الداخلي سيجعلك أكثر قدرة على التواصل مع الناس والحياة، وسيهبك شيئا آخر ..

السلام الداخلي سيهبك قدرة على مسامحة والدتك .. فهي في هذا العمر أكثر ما تكون تسربلا بإخفاقاتها النفسية والاجتماعية السابقة، ومن الصعب عليها التحرر من عاداتها الأخلاقية الضاغطة ليس فقط عليك لكن على نفسيتها أيضا..

أمر واحد أريد أن يتجسد أمامك .. في يوم ما عندما تصبحين أما، قد تواجهين عجزا ما عن أن تكوني جيدة مع ابنتك في بعض تصرفاتك، حينها قد تلومك ابنتك كثيرا، لكن لعلها لا تفعل ذلك إذا وهبت والدتك الآن عفوا حقيقيا، ومسامحة صافية، فالحياة تهبنا أشياء كثيرة جميلة ونقية بقدر ما نهب الآخرين إحسانا وجمالا وعفوا وتسامحا.

ورغم قوة والدتك الظاهرة فهي أضعف ما تكون، أنا لا أبرر لها، لكن صدقيني المسامحة والرحمة ستجعلك قادرة على أن لا تشغلي قلبك بغيظك وألمك منها .. وستهبك هذه المسامحة قدرة على ابتكار أساليب جديدة للحرية المسئولة ..

ثم إن المسامحة ستجعلين تشرقين بشكل آخر، وتتعاملين بروح مختلفة مع والدتك .. ستلمسها والدتك ومع الأيام ستساعدينها لتكون أكثر انفتاحا، وأقل خوفا , طمأنيها يا عزيزتي فهي تحتاجك .. لا تحرميها من عطفك وحنانك وإن حرمتك هي .. وثقي أن الله لن يضيعك .

عزيزتي: عودي لتدرسي في الجامعة بالشكل التقليدي، التواصل مع الناس مفيد جدا، فقط حافظي على سلامك الداخلي، وعلى الرضا بأن قدرك الخاص، ومشاكلك الخاصة، هي تميز حياك الله به، ليرى منك ثقة به، وشجاعة لا تخذلين بها نفسك، أحبي ظروفك رغم قسوتها لأنها تساعدك على أن تكوني أقوى لو أحسنت إدارة تلك الظروف..

فإذا ما أتممت دراستك، فالخطوة التالية ستكون العمل .. أما بالنسبة للزواج فإذا تقدم لك خاطب، فوسطي بينك وبين والدتك إنسانا تثقين بعقله وحكمته وكلمته مسموعة لدى والدتك .. وقد لا تحتاجين إلى هذه الوساطة فتغيير طريقة تعاملك مع والدتك بالوصف الذي شرحته لك في سطوري السابقة قد يجعلها لا تقف حائلا دون حقك في الزواج .

كوني على صلة دائمة بالله عز وجل، فمن يجيب المضطر إذا دعاه سواه؟ تقربي إلى الله بصدق الدعاء وبر والديك ونفع الناس فلن يضيعك .. بثيه همك وألمك وضيق نفسك فهو أرحم الراحمين وسيأتيك المدد الرباني في أحسن وقت .. فقط ثقي بالله وأحسني ظنك به فهو عند ظن عبده به .. رعاك الله وحماك.

الكاتب: أ. صفية محمد الجفري

المصدر: موقع المستشار